يعتمد تحلل الجثث الميتة في مياه البحر على درجة حرارة الماء، ففي المياه الباردة يكون عمل البكتيريا المسببة لانتفاخ الجثث بطيئا، لذلك تظل الجثة راقدة معظم الوقت في قاع البحر، وسرعان ما تزول طبقة الجلد بفعل امتصاصها للمياه، وتظهر أنسجة الجسم في غضون أسبوع تقريبا، وتكون الجثة وقتها معرضة لافتراس الحيوانات البحرية آكلة اللحوم، مثل الأسماك وسرطان البحر.
كما تحفز المياه الباردة أيضا من تكون الشحم الشمعي على الجثث، وهي المادة الشمعية ذات اللون البني الفاتح، التي تتحول إليها الدهون والشحوم وأنسجة العضلات في الأجسام الميتة المغمورة في المياه أو المدفونة في أماكن رطبة. ويحمي الشحم الشمعي الجثث جزئيا من التحلل، لذلك يمكن انتشال العديد من الجثث على حالتها الكاملة من المياه، تحت 7 درجات بعد عدة أسابيع، وكهيكل عظمي يمكن التعرف عليه في غضون 5 سنوات.
ويختلف الحال في المياه الأستوائية أوالمدارية، مثل بحار وخلجان المنطقة العربية، فالجثة مهما زاد وزنها لا بد وأن تطفو على السطح بعد 4 أيام على الأكثر، لتصبح وجبة شهية لآكلات الجيف من الطيور الجارحة، وفي خلال أسبوعين يحدث التعفن الكامل، وبعد تجردها من اللحم تغوص عظامها إلى القاع، لكي تنتهي العظام إلى التحلل خلال شهور أو سنوات، حسب حموضة المياه.
0Comments