وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) النساء 119
مقــــدمـــة
الاستنساخ قضية من القضايا المصيرية في حياة الجنس البشري لما يتبعها من مشاكل اجتماعية و فكرية و دينية و أخلاقية و القرآن كتاب الله العظيم الذي يقول الله فيه
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) الروم
فمن غير المعقول أن يترك الله عز و جل قضية مثل الاستنساخ و لا يشير إليها، و بحثنا هذا نشير فيه إلي أن القرآن لم يترك الأمر بل ذكر قضية الاستنساخ واضحة جلية و لنا في خلق عيسى المثل الأعلى علي ذلك و قد ضرب الله هذا المثل ليذكر الإنسان أن ما من شيء في الكون إلا و الله عز و جل يعلمه غيبا و ظاهرا ، فالله عز وجل خلق عيسى بطريقة فريدة من أم بدون أب فما الداعي الفعلي لذلك ؟ و عيسي عليه السلام رسول مثل باقي الرسل و لم تكن طريقة خلقه جزء مؤثر في دعوته فيهدي الناس إلي عبادة الله الواحد الأحد مثله مثل باقي الرسل ، فلماذا خلق الله عز و جل عيسى عليه السلام بهذه الطريقة ، و لماذا رفعه إلي السماء ، إن كل الأحداث المرتبطة بخلق عيسي و حياته و طريقة مغادرته للأرض قد أحدثت بلبلة شديدة بين تابعيه و أضلتهم عن طريق الوحدانية و سارت بهم نحو طريق التثليث.
الاستنساخ بتبتيك آذان الانعام بين القرآن والعلماء
معنى التبتيك في اللغة
التبتيك هو قطع آذان البحيرة بإجماع المفسرين.
والتبتيك : القطع تقول بتكت الشيء ابتكه تبتيكا: إذا قطعته. وبتكه وبتك مثل قطعه وقطع وسيف باتك: قاطع والمراد في هذا الموضع قطع اذن البحيرة، ليعلم انها بحيرة. واراد الشيطان بذلك دعاءهم إلى البحيرة فيستجيبون له، ويعملون بها طاعة له. قال قتادة : البتك قطع آذان البحيرة والسائبة لطواغيتهم وقال السدي : كانوا يشقونها (الطوسي).
والبتك يقارب البت لكن البتك يستعمل في قطع الاعضاء والشعر. يقال بتك شعره وأذنه – أي قطعها أو شقها – ومنه سيق باتك أي قاطع للأعضاء. والبتك على خلاف البت حيث ان كلمة البت تقال في قطع الحبل (طنطاوي).
لاحظ التبتيك الذى أستعمل في عملية الاستنساخ من قبل علماء الغرب لزم قطع جزء من الأذن وازالة الشعر كما
مبين في الخطوة الأولى من تقنية الاستنساخ من الأذن
وهذا مطابق تماما للمعنى اللغوي للتبتيك كما جاء في الآية الكريمة.
ان هدف الاستنساخ من الأنعام هو عمل نسخه أو نسخ طبق الأصل في الصفات الوراثية والفسيولوجية والمظهرية للمنسوخ منه وذلك عن طريق تقنية خاصه.
قال الله تعالى {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ(16)}
ان الحيوانات الناتجة من عمليات الاستنساخ انما هو مجرد تشابه في الخلق « عليهم » وليس تطابق والتشابه ادنى حظ من التطابق كما أن كلمة وجود كلمة « عليهم » هنا تعني ان لا وجود للتشابه أصلا وان وجد فهو موجود فقط في ظاهرها لا فى تفصيلاتها التى تؤدى لتشابه الحيوان النسخة وتطابقه للمنسوخ منه وذلك طبقا لنتائج عمليات الاستنساخ التي سنوردها فيما بعد قال الله تعالى {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً }
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) النساء(119)
في هذه الآية الكريمة, يقسم ابليس بإضلال العباد ويأمرهم أولا بتبتيك أذان الأنعام ويأمرهم ثانيا بتغيير خلق الله وقد أجمع المفسرون على أن هذا الأمر كان يتبع سابقاً لغرض التقرب الى الالهة, فلقد أدرك إبليس ان العلم والعقل لم يعد يسمح له بإضلال الناس فيعبدوا إلها غير الله تعالى فدخل اليهم من باب العلم والعقل وكان أمره اياهم بتبتيك أذان الانعام لهدف عمل نسخ من بعض الأنعام, وكل مرة {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً } ليخلقوا نسخ متشابهة.
ان تبتيك آذان الأنعام ارتبط بتغير الخلق في القران الكريم وقد ظهر حديثا تبتيك آذان الانعام كتقنية لاستخدامها في عملية الاستنساخ, وعلى الجانب الآخر فقد ثبت حديثا ان أفضل الخلايا الجسدية المستخدمة لغرض الاستنساخ هي خلايا آذان الانعام .
الاستنسـاخ في اللغــة
نسخ و نسخت الكتاب نسخا ، نقلته و انتسخته . كذلك قال ابن فارس و كل شيء خلف شيئا فقد انتسخه فيقال انتسخت الشمس الظل و الشيب و الشباب و الظل الشمس أي أزاله ، و كتاب منسوخ و منتسخ منقول ، و النسخة الكتاب المنقول و الجمع نسخ مثل غرفة و غرف ، فتارة يفهم منه الإزالة و تارة يفهم منه الإثبات و تارة يفهم منه الأمران ، و النسخ الشرعي إزالة ما كان ثابتا بنص شرعي و يكون في اللفظ و الحكم و في أحدهما سواء فعل كما في أكثر الأحكام أو لم يفعل مثل ذبح إسماعيل بالفداء ، و نسخ الكتاب إزالة الحكم بحكم يعقبه.
قال تعالى
مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 106
و نسخ الكتاب نقل صورته المجردة إلي كتاب آخر و ذلك لا يقتضي إزالة الصورة الأولي بل يقتضي إثبات مثلها في مادة أخري كاتخاذ نقش الخاتم في شمع كثير ، و الاستنساخ التقدم بنسخ الشيء و الترشح للنسخ و قد يعبر عن النسخ بالاستنساخ قال تعالى
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 29
و تناسخ الأزمنة و القرون مضي قوم بعد قوم يخلفهم و القائلون بالتناسخ قوم ينكرون البعث
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ 58
الاستنسـاخ داخــل الخليــة
من تعريف الاستنساخ السابق يبدو واضحا للعيان أن الاستنساخ هو عمل صورة مطابقة للأصل المنسوخ في كل جزئياتها ، أي أن النسخة الجديدة تحمل نفس صفات النسخة الأصلية بكل دقائقها و خواصها و صفاتها الشكلية و التركيبية ، و الاستنساخ موجود في الكون منذ بدء الخليقة ، فالخالق قد خلق السموات و الأرض و ما ومن في الأرض جميعا من نباتات و حيوانات و حشرات و كائنات دقيقة مثل البكتريا و الطحالب و الفيروسات …….إلخ
و الآيات القرآنية تشير إلي ترتيب الخلق فالحق يقول
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ( التغابن )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فالسماوات قد خلقت قبل الأرض ، فكلمة السماء دائما تسبق الأرض في الكثير من الآيات ( التغابن -3) (الجاثية – 3) ( الزخرف – 82) (السجدة 30) ( النمل 75) ثم خلق الله الأرض و بث فيها كل المخلوقات
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) ( البقرة )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
ثم خلق الإنسان
……………..
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فخلق النباتات و الحيوانات و غيرها
من الكائنات التي عمرت الأرض كان قبل خلق آدم عليه السلام ، أي أن الخلية النباتية و الحيوانات قد وجدت قبل خلق آدم ، و تلك الخلية التي خلقت في بداية الكون حدث فيها و بداخلها أول عملية استنساخ في الكون ، فالخلية المفردة الوحيدة التي نطلق عليها اليوم اسم البكتريا تتكاثر أساسا بالاستنساخ حيث تستطيل الخلية البكتيرية و تنحصر في وسطها و يستمر هذا التخصر حتي تنفصل الخلية إلي خليتين فما الذي حدث داخل خلية البكتيرية ، لقد انقسمت نواة الخلية إلي نصفين متشابهين تماما لتكون خليتين متشابهتين تماما في الشكل و التركيب فهي نسخة طبق الأصل من الخلية الأصلية و تستمر عملية النسخ هذه مكونة الآلاف من الخلايا المتشابهة و هذا النوع من الاستنساخ يتم في خلايا البكتريا و الطحالب و الفطريات و نطلق عليه الانقسام البسيط و في الحقيقة أن استنساخ الخلايا يحدث داخل كل خلية عملية نسخ حتي يتضاعف عدد الخلايا لتبني جسم النبات ، فالخلية النباتية تتكون من حزئين أساسيين هما البروتوبلاستprotoplast و الجدار الخلوي Cell wall و البروتوبلاست هو المادة الحية التي تعرف » بالجبلة » أو البروتوبلازم ، و بالخلية الكثير من العضيات التي تقوم بكل مهام الخلية ، و من أكثر العضيات أهمية النواة التي تحتوي داخلها الصبغيات ، و كل صبغي منها يتكون من جزئين كل منها يسمي كروماتيدة .
Chromosomesو هاتان الكروماتيدتات صورة طبق الأصل من بعضها في الشكل و التركيب ، و بهذه الكروماتيدة توجد الجينات التي تتكون من الأحماض النووية و التي تحمل كل صفات الكائن الحسي مثل طول النبات و شكل الورقة و لون الأزهار و شكل الثمار و محتوي الثمار من السكر و أسلوب التفريع .. و غيرها من الصفات الخاصة بكل نوع من النباتات ، و حتي تظل صفات كل نبات ثابتة علي مر الأجيال و غير عرضة للتغير فقد وجد الاستنساخ داخل الخلية لتتكون خلايا مماثلة للخلية الأصلية و تظل هوية النبات ثابتة راسخة ،
و في النباتات الراقية يحدث نوع من النسخ نطلق عليه الانقسام غير المباشر:
و الذي يحدث علي عدة خطوات أو أطوار Mitosis هي
الطور التمهيدي prophase1
الطور الاستوائي Metaphase2
الطور الانفصالي Anaphase3
الطور الختامي Telophase4
و في مرحلة الطور الانفصالي تنفصل الكروماتيداتان الشقيقتان عن بعضهما البعض عند منطقة الاتصال المسماة السنترومير ، و تتحرك إلي أقطاب الخلية حيث يتضاعف تركيب الـ DNAالمكون للجينات مكنا نسخة طبق الأصل من النصف الآخر ( الكروماتيدة ) بحيث ينتج في النهاية ضعف عدد الكروموسومات في الخلية التي لا تلبث أن تنقسم إلي خليتين متشابهتين في الشكل و التركيب و كافة الصفات المميزة لها ، أي يحدث تضاعف لعدد الصبغيات و عدد الخلايا من خلال عمل نسخ مطابقة للخلية الأم و السر في النسخ المتطابق يكمن في الـ د.ن.ا الذي يحمل كافة تعليمات الخلية.
لقد قامت الخلية بنسخ نفسها بعمل صورة مماثلة لها ، و في كل خلية من خلايا الجسم سواء كان نبات أو حيوان توجد الإمكانية كاملة لتكوين الجسم كله إلا في خلايا الحيوانات المنوية و البويضات فهي ليست خلايا كاملة حيث تحمل أساسا نصف العدد الكلي من الصبغيات أو بالأحرى نصف عدد الجينات و هذا العدد النصفي لا يمكن من خلاله عمل نسخ متشابهة في ظل القوانين السائدة في الكون ، و لكننا سوف نجد طرقا لهذا الناموس بتكوين أفراد كاملة من البويضات ذات العدد النصفي من الصبغيات عندما نتحدث عن الاستنساخ في النحل.
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) النمل
إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ 3 وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ 4
( الجاثية )
ثبت لدينا أن الاستنساخ ليس أمرا محدثا و إنما هو ناموس من نواميس الكون الراسخة منذ بدأ الخليقة ، و الإنسان لا يستحدث في مخلوقات الله جديد فلن يخلق الإنسان ذبابا حتي لو اجتمع علي خلقه كل علماء الكون ، و لكن الإنسان يكتشف فقط ما هو موجود و ما يسمح الله عز وجل له بأن يكتشفه فكل شيء في الكون يجري بأمر الله ، و زيادة قدرة الإنسان في الأرض و علي الأرض تقرب من قيام الساعة ، فإذا أخذت الأرض زخرفها و بهائها و جمالها و ظن أهلها أنهم قادرون علي كل شيء فيها فسوف يأتيها أمر الله لقيام الساعة ، وظن الإنسان بأن له قوة و قدرة لا يأتي من الاختراعات الممثلة في السيارات و الطائرات و الحاسبات الآلية و سفن الفضاء فقط بل الإنسان يعتقد أن قوته لن تكتمل إلا بتدخله في الخلق و المخلوقات و أبسط الأمور الحادثة هو ما فعله الإنسان من تغيرات وراثية في التراكيب الجينية للعديد من النباتات بدعوة تحسين صفاتها و كأن الذي خلقها جعلها ناقصة الصفات.
و الحصول علي إنتاج أعلي و صفات أفضل و هذا الوهم بتحسين الصفات بتلاعب الإنسان في الجينات قد أوجد العديد من المنتجات المهندسة وراثيا مثل الفاكهة و الخضروات و التي ثبت أخيرا أنها تسبب أمراض غريبة و تحدث آثار جانبية تصيب الإنسان بالضرر ، فالإنسان يتلاعب في تراكيب لا يدري عنها دراية كاملة ، الأمر الذي نبه العديد من الدول إلي خطورة المنتجات المهندسة وراثيا ، فكيف يكون الحال لو أن استنساخ الإنسان أصبح أمرا ميسرا ، و معجزة خلق عيسى تؤكد قدرة الله عز و جل علي خلقه و له أن يستنسخ ما يشاء و هي في نفس الوقت تؤكد عدم قدرة الإنسان علي الاستنساخ فقد وصف الله خلق عيسى بأنه آية معجزة و لا قبل للإنسان بها ، و نخلص من هذا البحث إلي أن الاستنساخ كمبدأ علمي صحيح فهو حادث في الكون و قد أجراه الإنسان في الحيوانات و لكن حدوثه في الإنسان أمرا بعيد المنال فنحن لا نعلم الأضرار أو الفوائد الناتجة من العبث فيما نجهل ، فلنبحث في أمور تفيد البشرية و لنبتعد عن التلاعب في التراكيب الوراثية حتي لا يأتي يوم و تختفي فيه كل التراكيب الوراثية الأصلية و يحدث ما لا تحمد عقباه ، و لنضع قصة خلق عيسى و رفعه إلي السماء العبرة و العظة حتي نكف عن العبث في نواميس الخلق و المخلوقات.
المراجع:
كتاب ( الموسوعة العلمية الشاملة ) للكاتب العلمي محمد كذلك
0Comments